نماذج :اضطرابات الكلام والتواصل
اولا : الإضطرابات الصوتية أو الإبدالية :ـ
على
الرغم من شيوع فكرة أن الإضطرابات الصوتية ، والعيوب التلفظية " الإبدالية
" هما شيئا واحدا ، إلا أن هناك تفرقة هامة بينهما وواجبة . فلكى نقول أن
الطفل لديه مشكلة صوتية تلفظية فإن ذلك يعنى أنه لا يستطيع إحداث صوت معين .
فعلى سبيل المثال ، الطفل الذى لا يستطيع إحداث حرف " الباء " لأن لديه "
شق حلقى خلفى " لا يسمح له بأن يحجز الهواء فى فمه لإحداث الصفة الإنفجارية
لحرف الباء ، لديه مشكلة صوتية متعلقة بالتلفظ .
أما الطفل الذى لديه
القدرة الجسيمة لإحداث حرف معين ويحدثه بشكل صحيح فى بعض المواقف ، وبشكل
خاطئ فى مواقف أخرى ، هذا الطفل لديه إضطراب صوتى . كأن يكون الطفل قادر
على إحداث حرف "س" فى أول الكلمات ، ولكنه يسقطه حينما يكون فى آخر الكلمات
... هذه مشكلة صوتية وليست تلفظية .
أسباب الإضطرابات الصوتية :ـ
حينما نقوم بتصنيف الإضطرابات الصوتية بناء على العلة أو السبب فإنه يمكن تحديد 3 تصنيفات :ـ
1ـ اللسان الشاذ " الديسجلوزيا " أو أخطاء صوت الكلام وهى إضطراب صوتى ينشأ بسبب شذوذ بنائى فى الفم أو حوله .
2ـ الإضطرابات الصوتية المرتبطة بعسر الكلام أو إختلال النطق وهى إضطرابات تنشأ من إضطراب الجهاز العصبى .
3ـ
الإبدال وهى إضطراب صوتى وظيفى الأصل والمنشأ وهذا المصطلح لم يعد شائع
الإستخدام الآن , حيث يفضل المتخصصين فى أمراض اللغة والكلام ومصطلح آخر
يسمى الإضطرابات الصوتية النمائية .
وتأخذ أخطاء صوت الكلام أربعة أشكال أساسية هى :ـ
ــ الشطب ( الحذف ) مثلما يقول الطفل "عا" بدلا من "على" أو "أح" بدلا من "أحمد" .
ــ إستبدال صوت مكان آخر مثلما يقول طفل يتحدث الإنجليزية "thoup " بدلا من " soup " .
أما
التشويه فهو إحداث صوت معين ، ولكن هناك إنحراف طفيف فى إحداثه ، كأن يضيف
الطفل صوت غير مطلوب إلى الكلمة مثل " عسكور " بدلا من " عسكر " .
ويمكن أن نتناول هذه الغضطرابات الصوتية بشئ من التفصيل :ـ
(أ) الديسجولوزيا ( أخطاء صوت الكلام ـ اللسان الشاذ ) .
يشير هذا الإضطراب إلى مشكلة بنائية فى الفم أو حوله . وتسمى مشكلات
أو إضطرابات فميه وجهية . ومن الممكن لفرد ما أن يعانى من إضطراب فمى وجهى
لا يسبب مشكلة صوتية . وقد يعانى الطفل من إنحراف وتشوه فى اسنانه من تآكل
الأسنان أو مدى إنطباق الأسنان على بعضها البعض ، ويعتبر ذلك إضطراب فمى
وجهى ، ولكن إذا ما كان كلام الطفل غير متأثر بذلك فإنه لا يوجد إضطراب
صوتى .
ومن ناحية أخرى ، فإذا ما قررنا أن الطفل يعانى من "الديسجلوزيا "
فإنه يجب أن نقرر أن هناك إضطراب فمى وجهى سببى ، لأن " الديسجلوزيا " هى
إضطراب صوتى ينشأ فقى صورة إضطراب فمى وجهى .
وهناك ثلاث اشكال للعيوب الفمية الوجهية تقف وراء اضطراب الصوت هى :
1- الشقوق الخلقية:-
من
ابرز الاضطرابات الفمية الوجهية الخطيرة والتى تؤثر دائما على الكلام ما
يسمى بانشقاق الشفة او سقف الحلق الخلقى وتسمى هذة الشقوق خلقية للاشارة
الى انها توجد عند الميلاد فالوجه بما فى ذلك الشفاه وسقف الحلق ينمو عندما
تتحد وتنضم الاجزاء المختلفة معا خلال الشهور الثلاث الاولى من الحمل واذا
ما حدث شئء ما يعوق الاتحاد الطبيعى لهذه الاجزاء فان الطفل يولد ولديه
تشققات فى هذه الابنية التى يجب ان تلتحم وتنضم معا.
وتتراوح هذه
التشققات من شق جزئى فى الشفة العليا الى شق ثنائى كامل للشفتين مع شق كامل
لسقف الحلق وكلما كان الشق ممتدا كلما زاد ذلك من حدوث مشكلات الكلام.
وتحدث
هذه الشقوق لاسباب مختلفة متعددة تتضمن الوراثة ،نقص الاكسجين ،تغذية
الام، العقاقير التى تتناولها اثناء فترة الحمل اوان يشذ جزء من الجنين
النامى عن الاجزاء التى يجب ان يتحد معها.
ان مثل هذا الطفل المصاب
بتلك الشقوق يعالج بواسطة فريق من المتخصصين (اخصائيون فى جراحة
التجميل،طبيب اطفال،اخصائى تقويم الاسنان،اخصائى نفسى لمساعدة الطفل
ووالديه فى التغلب على المشكلات الانفعالية المرتبطة بمشكلة الشقوق وكذلك
اخصلئيون سمع لتقييم مشكلات السمع واخصائيون فى امراض اللغة والكلام ).
إن
مشكلات الكلام التى تنشأ من الشقوق ترتبط بضعف آلية الزور والحلق ، فالطفل
الذى لديه صعوبة فى الحروف الساكنة وخصوصا الحروف الإنفجارية والحروف
الإحتكاكية ( أى إحتكاك الهواء بالفم ) ، لأن هذه الأصوات تحتاج إلى مقدار
كبير من ضغط النفس داخل الفم ، ولأن الطفل لا يستطيع أن يحكم غلق ممر
الهواء بين فمه وفتحات أنفه ، فإنه لا يستطيع إمساك الهواء بين فمه فالهواء
يخرج من الأنف ، هذا الطفل يكون كلامه أنفى أكثر لأن فتحات الأنف دائما
مرتبطة بفتحة الفم ، ويظل الأمر هكذا ويصبح علاج الكلام محدودا حتى يتمكن
فريق العلاج من إصلاح وغلق هذه الشقوق بالجراحة أو أى وسيلة أخرى .
(2) عيوب اللسان ( الكلام ) :ـ
نظرا
لأن غالبية أصوات الكلام تتضمن تحريك اللسان ، فإنه إذا ما أصيب اللسان
فإن الكلام يتأثر تبعا لذلك . فأحيانا ما يكون اللسان كبيرا جدا ، وتسمى
هذه الحالة بضخامة اللسان ، وبالطبع ليس هناك معايير مطلقة لحجم اللسان
السوى ، ولهذا فإن ضخامة اللسان تعنى أن لسانا ما كبيرا جدا بالنسبة للفك
السفلى ، الذى يقع فيه . ونجد أن المشكلات الصوتية المرتبطة بضخامة اللسان
يمكن أن نتنبأ بها ، ونظرا لأنه لا يوجد مكانا كافيا لحركة اللسان العادية ،
فإن أصوات الكلام تكون متداخلة النغمات وغير مميزة .
ومن أكثر
مشكلات اللسان شيوعا تلك الحالة المسماه بتصلب اللسان والتى يشيع تسميتها
بعقدة اللسان وهناك شكلين لتصلب اللسان ، فأحيانا ما يكون لجام اللسان (
الوصلة الفصلية تحت اللسان ) متصل بشكل كبير باللسان لدرجة تعوق حركة طرف
اللسان ، و إذا ما كانت حركة اللسان مفيدة بشكل واضح بواسطة اللجام ، فانه
يمكن التدخا جراحيا لقصها وفى الشكل الاخر من تصلب اللسان فان الجذر العضلى
للسان يعوق حركة اللسان وهذه الحالة اكثر خطورة يمكن ان تعالج
بالجراحة،غير انه عند قطع العضلة فان ذلك يحدث اصابة عضلية عصبية دائمة،
ومن الاهمية بمكان ان نلاحظ ان يحرك طرف لسانه بين اسنانه ويرفعه الى سقف
الفم نفانه من المحتمل ان يكون لديه حركة ضعيفة للتكلم بشكل سوى.
2- انطباق الاسنان غير المنتظم :-
ان
انطباق الاسنان غير المنتظم هو اكثر العيوب الوجهية الفمية شيوعا ونعنى
بمصطلح انطباق الاسنان غير المنتظم اغلاق غير جيد للاسنان ،(ما يسمى
بالعامية الضب) فحينما يطلب طبيب الاسنان من الفرد ان يطبق فكه الاعلى على
الاسفل فان الاسنان تبدو غير منطبقة على بعضها البعض ويمكن علاج هذه
المشكلة بواسطة اخصائى تقويم الاسنان باستخدام سلك معدنى .
وحينما
يكون قفل الاسنان العليا بعيدا عن الاسنان السفلى ، فان هذا الانحراف يسمى
–الانطباق غير المشقوق- وهناك حالة اخرى تشير الى بروز الاسنان السفلى نحو
الخارج وفى هذه الحالة الاخيرة نجد ان بعض المشكلات الصوتية وخاصة مع
الحروف الشفاهية مثل حرف "الباء" والحوف اللسانية مثل "التاء" و "الدال"
ومن الاهمية ان تبدأ بعلاج الاسنان قبل واثناء علاج الكلام ويجب ان يعى
الوالدين ان تقويم الاسنان فقط نادرا ما يكفى لتصحيح الاضطرابات الصوتية
المرتبطة بعدم انطباق الاسنان.
ب_اختلال النطق Dysarthria:-
ان
مصطلح اختلال النطق يشير الى مدى من اضطرابات الكلام الحركية العصبية
ويتضمن مشكلات الاتصال المرتبطة بالعيوب العصبية العضلية فى التنفس وفى
اخراج الاصوات الكلامية وفى الترجيع وفى التلفظ ولكى نفهم مدى مشكلات
التلفظ فى اختلال النطق فانه من الاهميه ان نتذكر ان الجهاز العصبى يبدا
فى المخ ويتضمن النخاع الشوكى ومسارات عصبية لا حصر لها تنتشر خلال الجسم
واختلال النطق يمكن ان ينشأ من مشكلة فى اى جزء من هذا الجهاز الشامل
المعقد.
فاذا ما حدثت اصابة فى الاعصاب الجمجمية الموجودة فى جذع
المخ او فى فصوص اخرى من الجهاز العصبى ، هنا نجد ان اضطراب الكلام
الناشىء يسمى اختلال النطق العصبى الحركى السفلى والاعراض الشائعة لهذا
الشكل من اختلال النطق هى ضعف العضلات فالمجهود الصوتى ضعيف غامض وتدريجيا
فان مكونات الكلام الاخرى تتاثر ايضا وفى بعض الحالات الحادة قد لا يكون
هناك كلام على الاطلاق.
واذا ما كان اضطراب الاتصال ناشئء عمن اصابة
المراكز الحركية العليا للمخ فان الحالة تسمى اختلال النطق العصبى الحركى
العلوى وتلك هى مشكلة الكلام الاساسية لدى الفرد المصاب بالشلل المخى
الدماغى وعلى الرغم من انه قد يكون هناك ضعف او فقدان للحركة وابطال للنغمة
العضلية لدى هؤلاء المرضى ،فان الخاصية السائدة هى الاداء غير الصحيح
للحركة والتآزر الخاطئ.
ولعلاج للمصابين باختلال النطق يركز على
مساعدة هؤلاء المرضى على تحقيق اكبر قدر من التحكم فى القدرات العصبية
العضلية لديهم ومن خلال مساعدة هؤلاء المرضى على تعلم ضبط ما يشعرون به وما
يسمعونه عندما يتحدثون ، ومن خلال تكرار ذلك فقد يكون من الممكن تحقيق بعض
التقدم فى الاداء الاتصالى العام .
ج- الابدال Dyslalia:-
تعتبر
غالبية الاضطرابات الصوتية وظيفية ويعنى ذلك انه بالرغم من ان عديد من هذه
الاضطرابا ت لا توجد له اسباب عضوية ، إلا أنه قد تكون هناك إضطرابات أخرى
لها أسباب عضوية لا يمكن تحديدها نظرا لعدم حساسية إجراءات التشخيص وعدم
كفايتها .
ومن أبرز العوامل التى تلعب دورا فى الإبدال ، وفى غالبية الإضطرابات الصوتية :ـ
1ــ قوة العادة :ـ
فإذا
ما استخدم الطفل عادات صوتية غير ملائمة ، وتم تعزيزها بقصد أو بدون قصد
عن طريق الراشدين الذين يستمعون له ، فإن هذه العادات قد ترسخ ، وكلما رسخت
أكثر كلما أصبحت قوية متأصلة ، ومن الصعب التخلص من العادات الصوتية لعدة
أسباب ، فالعادات الحركية آلية والعادات الصوتية هى أكثر العادات آلية ،
لأن الكلام والتلفظ طبيعى وغريزى لدى الكائنات البشرية ، وهذه العادات من
الصعب التحكم فيها من العادات الأخرى ، فتركيزنا يكون منصبا على إرسال و
إستقبال الرسائل أكثر من فعل التحدث ، وعامة فإن قوة العادة هى عامل شائع
فى غالبية الإضطرابات الصوتية .
2ــ المؤثرات البيئية :ـ
حيث
تؤثر المؤثرات البيئية فى الكلام بشكل ايجابى او سلبى ، وعلى الرغم من ان
قوة الحافز البيولوجى لاكتساب اللغة تكون كبيرة بحيث تساعد على تجاوز
البيئة اللغوية والكلام الفقير ، الا انه لا يمكن ان نغض الطرف عن هذه
المؤثرات البيئية فمثلا نجد فى الحالات الشديدة الحادة ان الطفل اذا ما نشأ
وتربى فى عزلة فان مخرجاته الشفوية سوف تتكون من مجرد اصوات صاخبة غير
متمايزة، بما فى ذلك الاصوات الانفعالية مثل الصراخ او الضحك والبكاء...
فالطفل
يجب ان يتعرض لنماذج من الكلام اذا ما أريد له ان يتعلم كيف يتكلم فهذه
النماذج والتى عادة ما يوفرها الوالدين ذات اهمية كبيرة لما يتعلمه الطفل
فلماذا يتحث الطفل الذى ولد فى مصر يتحدث اللغة العربية؟ انه يتحدث العربية
لانه بالطبع قد تعرض لهذه اللغة وحتى اذا ما كانت هذه اللغة محلية مثل
لهجة اهل الصعيد مثلا ، فانه سوف يتكلم مثل اهل الصعيد.
3- الذكاء :-
هناك
رابطة قوية بين الذكاء والاضطرابات الصوتية ،وذلك بالرغم من ان هذه
الرابطة قد لا تكون بسيطة ومباشرة كما نعتقد ،فالاضطرابات الصوتية اكثر
شيوعا بين الاطفال المتخلفين عقليا من الاطفال ذوى الذكاء العادى ، كما ان
هناك ارتباطا بين شدة الاضطراب ودرجة التخلف.
وهناك عديد من الاطفال
ذوى الذكاء العادى او حتى المتفوقين لديهم اضطرابات صوتية ، وبعض الاطفال
المتخلفين عقليا حتى المستويات المنخفضة من الذكاء لديهم تلفظ جيد فبعض
الاطفال المتخلفين بشدة قد يرددون الكلام بكفاءة ، وهم قد لا يفهمون تماما
اللغة التى يريدونها ولكنهم يقلدونه ويتلفظون به دون خطأ.
4ــ عيوب الإستقبال :ـ
فأحيانا
ما تنشأ المشكلات الصوتية من عيوب إستقبالية ، بما فى ذلك المشكلات الحسية
والإدارية ، وتعد هذه المشكلات الصوتية هنا وظيفية ، حتى بالرغم من أن
هناك مشكلة عضوية واضحة فى حالة فقدان السمع ، فعلى سبيل المثال فإن
المشكلة العضوية ليست فى آلة الكلام ذاتها ، والإضطرابات الصوتية المرتبطة
بفقدان السمع تتناسب مع نوع وشدة الفقدان ، فمثلا فإن الأصوات الإنفجارية
والإحتكارية تعد أكثر تكرارا لديهم .
فإذا لم يستطيع الطفل أن يسمع هذه
الأصوات بشكل متكرر ، فسوف تصبح لديه مشكلة فى إكتساب هذه الأصوات ،
وبالطبع كما نعرف فإن الطفل ستكون مشكلته أكبر إذا ماكان فقدان السمع لديه
حاد وذلك أكثر من الفقدان المتوسط ، فبينما الطفل ذو فقدان السمع المعتدل
يستطيع إكتساب الكلام ببطء ، فإن الصمم التام أو الولادى يجعل عملية إكتساب
الكلام من الصعوبة كثيرا .
وأحيانا ما يستطيع الطفل أن يحصل على
المعلومات الحسية فى مخه لأن لديه سمع عادى ، ولكن لديه عملية معالجة
للمعلومات مضطربة لأن لدية عيب أو إضطراب إدراكى حسى ، فالإدراك الحسى هو
العملية التى بوسطتها يقوم الفرد بالإختيار والتخزين والتنظيم و التفسير
وتحليل المعلومات الحسية ، فإذا ما كان الطفل يعانى من مشكلة فى الجزء
الخاص بإستقبال الكلام ، فإنه لن يكون قادر على تحديد أين تبدأ الكلمات أو
أين تنتهى أو أى الأصوات أو الكلمات أكثر أهمية فى سلسلة الأصوات والكلمات ،
وهذه المشكلات وما شابهها سوف تؤثر فى مخرجات الكلام لأننا لا نستطيع فصل
كيف نتحدث عن كيف نستقبل الكلام .
ولهذا نجد أن علاج الكلام للأطفال ذوى
مشكلات الإدراك الحسى يبدأ بمحاولة قدراتها العملية ولا يركز بشكل مباشر
على كيفية إحداث الأصوات .
ثانيا : إضطرابات اللغة :ـ
يعد
النمط العادى لنمو الأطفال هو المحك الرئيسى الذى من خلاله نحدد وجود
إضطراب حقيقى عند طفل ما ، والإطار العام للركائز الأساسية للنمو اللغوى
العادى تمتد إلى سن ما قبل المدرسة ، حيث تستمر الثروة اللففظية عند
الأطفال بالنمو ومتأثرة بالذكاء ومدى تعرض الطفل لفرص العلم فى المواقف
البيئية ,
ويتضمن الجدول التالى عرضا لمراحل النمو اللغوى عند الأطفال :ـ
مراحل إكتساب مهارة اللغة :ـ
العمر الزمنى المهارات اللغوية
من
الميلاد ــ 8 شهور فترة ما قبل اللغة ـ نمو وعى الطفل و إدراكاه للعالم
المحيط به دون أن يفهم الكلمات أو يصدرها على مستوى رمزى .
من 9 ــ 10 شهور الفترة الإنتقالية ، يبدأ الطفل فى فهم معانى بعض الكلمات
من 11 ــ 12 شهرا مرحلة اللغة ، ينطق الطفل الكلمات الحقيقية الأولى
من 12 ــ 18 شهرا تزايد فى الثروة اللفظية
من
18 ــ 24 شهر تركيبات من كلمتين ـ تنوع أكبر فى المعانى والعلاقات بين
الألفاظ ـ نمو سريع فى الثروة اللفظية ـ تفهم متزايد لما يقوله الآخرون
من
2 ــ 3 سنوات تركيبات لجمل مكونة من ثلاث كلمات ـ إستمرار فى نمو الثروة
اللفظية ـ تركيبات لجمل متزايدة فى الصعوبة ـ بداية إستخدام علامات التشكيل
والصرف
6 سنوات إستخدام جمل أطول وأكثر تعقيدا مع عدد أقل من أخطاء قواعد اللغة الأساسية ــ الإستمرار فى نمو الثروة اللفظية .
يبدأ
معظم الأطفال عادة فى إستيعاب معانى عدد محدود من الكلمات عندما يبلغون
الشهر التاسع من العمر تقريبا ، كما يبدءون فى نطق الكلمات الحقيقة الأولى
فى حوالى الحادى عشر أو الثانى عشر أو الثانى عشر ، تظلقدرة الأاطفال على
التعبير عن أنفسهم لعدة شهور بعد ذلك قاصرة على كلمة واحدة ، يطلق على هذه
المرحلة عادة للإشارة إلى أن الطفل يعبر فكرة كاملة من خلال كلمة واحدة نجد
الطفل فى هذه المرحلة يقول ـ على سبيل المثال ـ كلمة " ماما " تعبيرا عن
معنى متكامل ربما يكون " ماما ، أنا جائع " وفى حوالى السنة والنصف من
العمر يبدأ معظم الأطفال فى إصدار تركيبات من جمل تحتوى على كلمتين يكون
فيها ترتيب الكلام ذا أهمية بالنسبة للمعنى .
يعبر الأطفال فيما بين
السنة والنصف والسنتيت من العمر عن كثير من المعانى المختلفة بين الألفاظ
على الرغم من أن طول الجملة يكون قاصرا على كلمتين .
أما الأطفال فى سن
سنتين إلى ثلالث سنوات فيزيدون من طول الجملة ودرجة تعقيدها ، وغالبا ما
تكون الجمل التى يستخدمها الأطفال فى سن سنتين ذات صياغة تلغرافية ، بمع8نى
أنها تتضمن فقط الكلمات ذات المحتوى الدال والهام بالنسبة للمعنى ، مثل "
بابا ، شغل " وفى حوالى سن الثالثة تكون جمل الأطفال أكثر تعقيدا فى ناحية
القواعد ، كما أنها أكثر إكتمالا من ناحية المعنى ، من الشائع أيضا فى هذه
المرحلة وقوع الأطفال فى كثير من الأخطاء فى قواعد اللغة .
تكون لدى
الأطفال فى سن الرابعة والخامسة ثروة لفظية أوسع ، وتحتوى الجمل التى
يستخدمونها على عدد أقل من الأخطاء فى القواعد ، من الشائع أن يواجه
الأطفال فى هذه السن صعوبة فى الصيغ غير المعتادة من اللغة فى حوالى سن
السادسة يكون معظم الأطفال قادرين على التعبير اللفظى عن أفكارهم بصورة
أكثر فعالية مستخدمين جملا أطول و أكثر تعقيدا مع عدد قليل من أخطاء
القواعد اللغوية .
انواع اضطرابات اللغة :-
يمكن ان تشمل اضطرابات اللغة الانواع التالية :-
1- الفهم:-
يعانى الفرد من اضطراب فى فهم اللغة المنطوقةعندما يجد صعوبة فى فهم ما
يقال له او ان يكون بامكانه ان يفهم بعض الكلمات المفردة التى ينطقها له
الآخرون لكن لا يمكنه فهم جمل كاملة منطوقة او لا يمكنه اتباع تعليمات تعطى
له وعادة ما نجد ان الاطفال الذين يعانون من متاعب تختص بفهم اللغة
يعانون ايضا من صعوبات فى التعبير اللغوى ،بل انه كلما زادت متاعب
الاستقبال زادت ايضا متاعب التعبير .
2-التعبير اللغوى:-
لا
يتوافر فى العادة للطفل الذى يعانىمن ضعف فى التعبير اللغوى محصول لغوى
وافر فغالبا ما يكون محصوله اللغوى محودا للغاية اذا ما قارناه باطفال
اخرين يماثلونه فى عمره الزمنى ،وقد نجد فى الحالات الشديدة ان الطفل لا
يستطيع الكلام على الاطلاق ،او قد يستخدم الايماءات كبديل عن اللغة
للتعبير عن نفسه ، او قد يتعامل مع المواقف بكلمات مفردة او عبارات قصيرة
تخل بمقتضيات المقام .
3-التتابع اللغوى :-
وتعنى هذه
العملية القدرة على التعامل بشكل مرتب مع الاحداث او الوقائع المتتابعة فى
قالب لغوى ،وتنعكس هذه القدرة فى شكل تتابع سليم للجمل المصورة للوقائع
سواء اكان هذا التتابع فى اطار عملية الاستقبال والتلقى او فى اطار
التعبير والافصاح اللغوى ،والاطفال الذين يعانون من هذا النوع يعجزون عن
سرد قصة معينة بترتيب صحيح.
وهناك الاضطرابات اللغوية المستقبلة التعبيرية:-
يمكن
ان تشمل الصعوبات اللغوية اللفظية على السمع المهارات المستقبلة عند الطفل
اى الاستيعاب او المهارات التعبيرية اى الانتاج او قد تتضمن كلا من
النوعين من المهارات فى نفس الوقت يمكن القول –بوجه عام-ان الاضطرابات فى
اللغة المستقبلة تكون مصحوبة بعيوب تعبيرية نظرا لان التعبير مبنى على
الاستيعاب
لعل من اوضح الاضطرابات فى اللغة الانواع التالية :-
1-عيوب دلالات الالفاظ:-
الطفل
المعوق فى اللغة يمكن ان يظهر عيوبا فى الثروة اللفظية المستقبلةاو
التعبيرية كذلك قد تبدو على الطفل بعض اشكال القصور او الضعف فى فهم
العلاقات بين الالفاظ ،او فى استخدام هذه الالفاظ فى فهم المتضادات
،والمترادفات وفئات المفاهيم (كالاغذية او الملابس او الالوان) او قصور فى
استخدام الكلمات ذاتها وتعتبر المشكلات من هذا النوع عيوبا فى نظام دلالات
الالفاظ ،اى المشكلات اللغوية التى ترتبط بالمعانى .
2- العيوب التركيبية(البنائية):-
تتضمن
اشكال القصور فى النظم التركيبية اللغوية مشكلات فى ترتيب الكلمات او فى
فهم واستخدام الانماط المختلفة من الجمل ،من امثلة هذه العيوب
البنائية،استخدام جمل قصيرة غير تامة من جانب الطفل يبلغ الرابعة من العمر
او يزيد ،او وضع الكلمة فى الترتيب غير الصحيح لها فى بناء الجملة كذلك قد
يظهر الطفل صعوبة فى فهم الجمل التى تصاغ فى شكل اسئلة ، او الجل المنفية
،او الجمل التى تتضمن قواعد لا يكون الطفل قد اكتسبها بعد، بطبيعة الحال
،يجب وضع العمر النمائى فى الاعتبار عند تحديد ما اذا كانت اخطاء قواعد
اللغة تعتبر شيئا غير عادى بالنسبة لطفل ما .......
3-عيوب النظام المورفولوجى (الصرفى):-
تشمل
عيوب النظام المورفولوجى مشكلات فهم او استخدام العلامات المختلفة للتشكيل
(او الصرف) فى الاسماء والافعال والصفات وما الى ذلك وفى هذه الحالة قد
يفشل الطفل فى استخدام العلامات المطلوبة ،او قد يستخدم علامات خاطئة فى
بناء الجمل.
3- عيوب النظام الصوتى:-
يبدو ان عيوب
النظام الصوتى اقل شيوعا من الانواع الاخرى لاضطرابات اللغة ، تتضمن عيوب
النظام الصوتى عادة النمو القاضر فى النظام الصوتى مما يجعل مخزون الطفل
من الاصوات محدودا، فى مثل هذه الحالة يتكون لدى الطفل عدد محدود من
الاصوات من بين الاصوات المختلفة التى يتطلبها الاستخدام اللغوى الصحيح
كأصوات بعض الحروف وبعض المقاطع الساكنة المتناثرة ، فى حالات اخرى قد تكون
لدى الطفل الذى يعانى من عيوب النظام الصوتى جميع الاصوات التى يتطلبها
اللغة ،الا انه يستخدم هذه الاصوات بطرق غير ملائمة.
4- عيوب فى الاستخدام الرفيع لمستوى اللغة :-
قد
تنعكس اضطرابات اللغة عند الاطفال فى اشكال من الضعف او القصور فى استخدام
اللغة فى العمليات العقلية العليا وحل المشكلات ، على سبيل المثال يجد
هؤلاء الاطفال صعوبة فى وصف الاشياء او تقسيمها الى فئات او فى شرح اوجه
الشبه والاختلاف او علاقات السبب والنتيجة او فى استخلاص الاثار والنتائج
تظهر هذه العيوب بشكل واضح فى الاداء الضعيف من جانب هؤلاء الاطفال فى
الانشطة التى تتضمن سرد القصص ويظهرون تخلفا فى المعلومات التى يكون من
المتوقع معرفتهم لها بحكم اعمارهم .
ومن اشكال الاضطرابات اللغوية حالة تاخر الكلام وسوف نتناولها من حيث الاعراض والاسباب والعلاج :-
الاعراض:-
يأخذ تاخر الكلام صورا واشكال عدة:-
*فهو
اما يكون على شكل احداث اصوات ليس لها دلالة يحدثها الطفل كوسيلة للتخاطب
والتفاهم ، وهو فى هذه الحالة اقرب الى الصم فى طريقة تعبيرهم عن حاجاتهم
ودوافعهم .
*واما ان يكون الطفل رغم تقدمه فى السن يظل الطفل يعبر عما يريده بالاشارة والايماءات المختلفة بالراس واليدين.
*او
ان يستخدم الطفل لغة خاصة ليس لها دلالة لغوية ، الفاظ مدغمة متداخلة
بدرجة لا تسمح اللسائل بمعرفة دلالاتها ، مثل ان يقول كلمة "تيل " ويقصد
بها "كثيرا" او" بكلة " ويقصد بها "بكرة" وهذه الامثلة فيها ابدال وحذف
وقلب الحروف.
*كذلك نجد من مظاهر تأخر الكلام عند الاطفال ان عدد
المفردات التى يستخدمها الطفل ضئيل جدا ، او ان تكون اجابة الطفل على اى
حوار بكلمة واحدة فقط ، مثال ذلك:-
-عندك قلم رصاص؟ "ايوة"
-فين قلمك ؟"بابا"
-بابا شايل القلم فين؟ "جيبه"
*او ان يكون تاخر الكلام على شكل صمت او توقف عن الحديث ، حتى يخيل الى المتكلم مع الطفل ان الطفل ابكم اصم
وتتراوح
نسبة انتشار حالات تاخر الكلام من 3-5% من مجموع الاطفال وبنسبة تتراوح من
20 -25% من اضطرابات الكلام لدى الاطفال ،كما تكثر هذه الحالات بين عمر
4-5 سنوات .
الاسباب:-
*عدم سلامة الحواس ومدى استجابة حواس
الطفل لما يدور حوله من منبهات سمعية وبصرية ، مما لا يعطى فرصة التمرين
الكافى فى العمر المبكر .
*الاصابة الجسمية الولادية وبعد الولادية ،
وخاصة الامراض (الحصبة) واصابات الجهاز العصبى ،مثل اصابة المراكز
الكلامية فى اللحاء بتلف او تورم او اتهاب.
*تأخر مستوى القدرة العقلية العامة.
*تدهور المستوى الثقافى التعليمى للاسرة.
*العوامل النفسية مثل المخاوف والقلق وعوامل الحرمان من الاسرة .
العلاج:-
اما
علاج حالات التأخر فى الكلام ، فانه يجب مواجهة هذه الحالات بشكل مبكر
وبعد عرض الحالة على اخصائيين فى الطب ، واللغة من اجل استخدام اختبارات
وفحوص موضوعية لتحديد موضع ضعف الطفل اللغوى ، واذا ثبت وجود اضطراب عضوى
او عصبى يجب البدأ بعلاج هذه الحالة العضوية اولا ، ثم اخضاع الطفل لبرنامج
تدريبى خاص يتناسب مع طبيعة العرض اللغوى الذى يعانى منه.
وعادة ما
يستخدم اسلوب التقليد اللغوى فى بعض البرامج العلاجية حيث يقوم المعالج
بتكرار الكلمات او الجمل الناقصة التى يتلفظ بها الطفل مع اضافة ما هو ناقص
مع تصحيح الالفاظ الخاطئة ، والتشكيل الخاطئء او ان المعالج يترك الطفل
يتكلم ، ثم يشير بملاحظاته على ما قاله الطفل وبالتالى اتاحة التحسن فى
دلالات الالفاظ.
رابعا: اضطرابات الطلاقة:-
حينما نفكر فى اضطرابات الطلاقة فان الذهن ينصرف الى اللجلجة او التهتهة stuttering ،وهى احدى اضطرابات الطلاقة الشائعة .
ويجب
ان نعى ان اى اضطراب يتصف بالتردد والتكرار (للاصوات ،للمقاطع،للكلمات
،والجمل) ،او تطويل ومد للاصوات يعوق انسياب الكلام هو اضطراب فى الطلاقة
ومشكلات الطلاقة غالبا ما تصاحب الامراض العصبية فالافراد المصابون بالصرع
او الشلل الدماغى او اصابات دماغية غالبا ما تكون لديهم مشكلات طلاقة .
اولا: التهتهة :-
التهتهة
هى الكلام فى نوع من التردد والاضطراب فى الكلام ، حيث يكرر الطفل الكلام
بتردد، ويردد حرفا او مقطعا ترديدا لا اراديا مع عدم القدرة على ان ينتقل
من هذا المقطع الى التالى .
والتهتهة او اللجلجة يمكن
تعريفها على انها تفوه او تكلم مضطرب يتميز بالترددات او الانسدادات
والاعادة والتكرير ،والاطالة بشكل لا ارادى فى الاصوات او الكلمات او
المقاطع اللغوية ، مصحوبا بتقلصات وتوترات عضلية ومجاهدة لاطلاق سراح
اللسان مما يقطع انسياب الكلام وطلاقته ويخل بتنظيم ايقاعه.
ومن اهم المؤثرات التى تذكرها( سهير محمد امين ) على وجود اللجلجة ما يلى:
1- اعادة الحرف او تكريره
د د د د ....دلوقت) او المقطع اللفظى (فا...فا...فا....فانلة) او الكلمة (لكن لكن لكن .......لكن لو ) وذلك بشكل تشنجى لا ارادى .
2-
الاطالة الصوتية الزائدة : لا سيما للحروف الساكنة ،ويشير البعض الى ان
الاطالة الصوتية تكون فى مراحل متقدمة منم اللجلجة ، على العكس من التكرير
والاطالة والاعادة التى تكون فى مرلحلها المبكرة .
3- التوقفات
(الاعاقات) الكلامية : وتبدو فى عجز الطفل عن اصدار اى صوت على الاطلاق رغم
مكابدته ومجاهدته، ويلاحظ فى بداية نطق الحرف او المقطع اللفظى او الكلمة ،
وفى الكلمات المشددة خاصة ، مما ينجم عنه تقطعات كلامية.
ومن المظاهر الثانوية المصاحبة للجلجة ما يلى :-
-
اضطراب النشاط الحركى للمتلجلج: ويبدو ذلك فى سلوك حركى غير ملائم ولا
متطابق ، وعادة ما يرتبط ذلك بلحظات صعوبة لفظ بدايات الاصوات والكلمات
ومنه تقلصات عضلات الوجه ،وارتعاش الرموش والشفتين ....ورفع الاكتاف وتحريك
الذراعين واحمرار الوجه.
- اضطراب عملية التنفس ،ويبدو فى صعوبة التنفس
نتيجة الاستنشاق المفاجئ للهواء والطرد العنيف للانفاس مع استخدام كمية
قليلق من هواء الزفير فى الكلام .
- احجام الطفل ومحاولة تجنبه لما يثير
لجلجته او خجله او ما يترتب عليها من نتائج والاسهاب فى استخدام بعض
المترادفات بغرض تجنب بعض حروف او كلمات معينةيتوقع اللجلجة فيها وتحاشى
النظر فى عين المستمع ، ويقال انه عندما يصل هذا التحاشى الى 50%او اكثر من
وقت المحتدثة فان الطفل يكون على وعى كامل بمشكلته الكلامية.
- اسباب الجلجة:-
1- العوامل الوراثية :-
حيث ان بعض الدراسات تشير الى وجود اضطرابات مماثلة بين افراد آخرين داخل اسرة المريض ولعدة اجيال ،وهذا ما يشير الى دور الوراثة.
وفى دراسة قام بها لونى 1966 تبين له ان نسبة 3% من الحالات ترجع لاسباب وراثية ، يشار اليها عادة باسم "العامل المجهول" x-factor
2- عوامل عضوية وانحرافات جسمية تكوينية:-
مثل
خلل فى تكوين اللسان او الاصابات المخية او تلف او عطب وظيفى فى مراكز
الكلام بالمخ ،وضعف الغمد النخاعى (الميلينى) للمحاور العصبية الخاصة
بمراكز الكلام ،مما يؤدى الى انتاج الكلام يتميز باختلال الايقاع والتكرار
والتقطع.
العجز فى السيطرة المخية بمعنى تنافس نصفى المخ او نشاطهما
معا فى وقت واحد تقريبا اثناء الكلام مما يؤدى الى اللجلجة والمعلوم ان
الكلام العادى يتطلب نشاطا متزايدا من نصغف معين من المخ اكثر من النصف
الاخر.
3- العوامل النفسية والانفعالية:-
ينظر الى العوامل
النفسية على انها الاكثر غلبة فى حدوث الجلجة ، وتختلف وجهات النظر بشأن
كيفية النشأة النفسية لهذا الاضطراب ، اذ يرى المحللون النفسيون ان الجلجة
عبارة عن عرض عصابى يخفى دوافع لا شعورية ورغبات عدوانية قوية مكبوته يخجل
فيها المتلجلج ويخشى ان يكشفها الكلام.
4- اسباب بيئية اجتماعية:-
مثل
العوامل البيئية الاسرية والاجتماعية ومن بينها الاساليب اللاسرية فى
تنشئة الابناء كالقسوة ، والعقاب والتوبيخ مما يقوض احساس الطفل بالامن
والطمأنينة والاعتبار الذاتى ، ويولد لديه الشعور باعجز والعداء .
هذا
بالاضافة الى التوقعات العالية من قبل الوالدين لما يجب ان يكون عليه
الكلام الطفل وما يبديانه من قلق زائد مما يشعره بالذنب وعدم الثقة والنقص
واستخدامها لاساليب اما تتسم بالتشدد او التدليل الزائدين فى تصحيح العيوب
التعبيرية فى كلام الطفل ، وكذلك ما يتعرض له الطفل خلال نموه من صدمات
انفعالية مفاجئة وضغوط نفسية .
وتفرق ألفت حقى بين اللجلجة والتهتهة كما يلى :-
التهتهة
stuttering اكثر الاضطرابات حدوثا فى الطفولة ، وكثيرا ما تمتد منها الى
الرشد ، وتختلف مدة التعرقل فى النطق عند المصاب ما بين ثوانى ونصف دقيقة
فى الحالات الشديدة ، وهى ترديد المصاب لحرف واحد مرات كثيرة قبل ان يستأنف
الكلمة .
اما الجلجة stammering فهى توقف الكلام فى منتصفه او فى
اوله كلية ، فلا يردد المصاب ايا من الحروف الا انه ينقطع عن النطق ويظل
حابسا نفسه الى ان يستأنف الكلام . والفتيان اكثر اصابة بهذين العرضين عن
الفتيات، وتختلف مدارس علم النفس فى تفسير الاضطراب ، وهو يختلف من موقف
الى اخرفى الشدة وفى التكرار تبعا للموقف الاجتماعى .فقد يتهته الطفل بشدة
امام مدرسه او والدة وتزول الاعراض عنه مع اخوته او مع من يحبه من اصدقائه
وتزداد الاعراض تفاقما كلما قلق الاهل بسبها بشدة ,ومعظم الاكلينيكيون يرون
ان مرجعها اصلا الى تعطيل الوالدان لتعبير الطفل العدوانى عن الاحباط وحيث
ان النطق هو التنفيس الاول للصراع عند الطفل الذى يخضع للقمع الشديد فان
تشويهه يكون اولى الاستجابات العوانية التى يقوم بها الطفل ، وعليه فان
العلاج يجب ان يشمل الوالدين حتى تزول الضغوط المفروضة على الطفل اولا ويلى
ذلك استخدام منهج الاشراط السلبى فى العلاج السلوكى لتخليص المصاب من
تعلمه السابق للنطق .
(الفت حقى ،2000: 190 -191)
ويرى كلا من ستين
stein وفروشلز Frolschles ان التهتهة تتطور لدى الطفل من مرحلة الى اخرى
تكون اكثر خطورة وهذه المراحل تأخذ الاشكال الاتية:
1- المرحلة التواترية clonic:-
حيث
يصعب على الطفل النطق او التعبير بوضوح ، او طلاقة عادية مع بطء فى
الاستجابة الكلامية ، وبذل الجهد من اجل اخراج الكلمات وتكون بداية الكلام
بطيئة ، ثم يصبح الكلام سريعا مع اعادة اجزاء الكلمة.
2- المرحلة التشنجية الاهتزازية clono tonic:-
وفيها
نجد عدم قدرة الطفل على النطق بوضوح ، وخاصة فى بداية الكلام وصعوبة نطق
الكلمات الاولى ،ويصاحب ذلك اعادة اجزاء الكلام مع وجود جهد واضح واستجابات
انفعالية وتغير فى ملامح الوجه ومحاولات الضغط على الشفتين وعلى عضلات
الحنجرة ، وبذلك تحتبس طلاقة الكلام مع حدوث نوع من التوتر الذى يظهر بشكل
حركات ارتعاشية او اهتزازية متكررة تعقبها تشنجات لا ارادية ، مع ترديد
كلمات او احرف دون القدرة على الانتقال الى الكلمة الاخرى.
3- مرحلة اللعثمة او اعتقال اللسان:-stammering
وهى
اشد مراحل التهتهة ومن اعراضها توقف او تعسر واضح فى الكلام رغم حركة
اعضاء الكلام ، ويصلحب هذه المرحلة تشنج فى عضلات الوجه، ارتعاش فى
الاطراف وتباعد المسافة بين كل كلمة واخرى او مقطع آخر ،وينتهى المقطع علدة
بانفجار صوتى له اثر سئء على الطفل والسامع وتؤدى الى مشاعر من القلق
والاحباط والشعور بالذنب .
واذا نظرنا الى التهتهة فى هذه المرحلة
الاخيرة نجدها تتطور من حالة تشنج اهتزازى الى حالة تشنج توقفى، حيث نشاهد
احتباس الكلام الذى يعقبه انفجار ...وفى الحالات الشدية نجد المريض يضغط
بقدميه على الارض مع ارتعاش الرموش واخراج اللسان خارج الفم ...ز وكل ذلك
بهدف التخلص من حالة احتباس الكلام او اعتقال اللسان .
وهذه الحالة الاخيرة يطلق عليها stammering حيث يعجز المريض عن اخراج الكلمة او المقطع تماما.
ويمكننا
باختصار ان نقول ان اللجلجة هى اعاقة الكلام حيث تعوق تدفق الكلام بالتردد
وبتكرار سريع لعناصر الكلام وبتشنجات عضلات التنفس او النطق او العثمة او
التلعثم فهى اضطراب فى الكلام يتميز بوقفات تشنجية او تردد فى النطق .
وفيما يلى مثال للتمييز بين هذين العرضين :-
نطق كلمة" محمد"
- فى اللجلجة :م م م م محمد ( نطق حرف الميم او الحاء اكثر من مرة )
- فى اللعثمة :م(توقف)حمد (نطق حرف الميم مرة واحدة يليه توقف ثم اكمال الكلمة .)
او توقف ملحوظ (محمد) (التوقف قبل نطق الكلمة ثم ينطقها دفعة واحدة )
وبرغم ذلك لا يميز كثير من الباحثين بين هذين العرضين ويفضلون استخدام اللجلجة كمصطلح عام لوصف هذا الشكل من اشكال الاضطراب .
واحيانا
ما تكون اللجلجة عارضة عند الاطفال الصغار وهم فى مراحل ارتقائهم ولذا
تسمى باللجلجة الارتقائية Developmental stuttering بين الثانية والرابعة
من العمر وقد تستغرق عدة شهور وهناك اللجلجة الحميدة تبدأ بين ست وثمانى
سنوات من العمر وتستغرق سنتين او ثلاث سنوات وهناك ايضا الجلجة المتمكنة
وتبدأ من ثلاث الى ثمانى سنوات .
ويكون البنين اكثر عرضة للتهتهة من
البنات وذلك لان البنين ابطء فى النضج من البنات وليس لديهم القدرات
العصبية العضلية للاستجابة للمطالب الاتصالية الملقاة على عاتق الاطفال .
ثانيا :- الثأثأة Lisping
الثأثأة
او اللدغ او لكنة حرف السين ، من اكثر عيوب النطق انتشارا بين الاطفال ،
وهى تلاحظ بكثرة ما بين سن الخامسة والسابعة ، اى فى مرحلة ابدال الاسنان
،واهم ما يميز هذا العيب هو احلال الصوت الخاص بحرف من الحروف محل الصوت
الخاص بحرف اخر ، ومن اكثر الاشكال انتشارا احلال حرف ال ث محل حرف ال س.
وكثيرا
من المصابين فى هذه السن يبرءون من هذه العلة اذا ما تمت عملية ابال
الاسنان فيعود نطق الحروف الصفيرية Sibilant الى ما كان عليه من الدقة
وعدم التردد ، وهناك اقلية تلازمها هذه العادة الى ان تتاح لها فرصة العلاج
الكلامى .
ومن ابرز اسباب هذا العيب الكلامى نجد:-
1- تشوه
الفك او الاسنان او الشفاه،اى عدم انتظام الاسنان من ناحية تكوينها الحجمى ،
كبيرا او صغيرا او من القرب والبعد ، او تطابقها وخاصة فى حالة الاضراس
الطاحنة والاسنان القاطعة ، فيجعل تقابلها صعبا .
ويعتبر هذا العيب العضوى التكوينى ، على اختلاف صوره من اهم العوامل التى تسبب الثأُأة فى اغلب الحالات .
2- وقد تكون الثأُثأة نتيجة العوامل الوظيية بحتة ، مثل التقليد ، حيث نجد ان هناك بعض افراد الاسرة يعانون من هذا العيب .
3- هناك عوامل نفسية تؤدى الى الثأثأة وتسمى الثأثأة باسم neurotic lisiping .
وللثأثأة اشكال عدة منها ابدال حرف السين ثاء ونجد ان السبب فى العلة فى
هذه الحالات يرجع الى بروز طرف اللسان خارج الفم متخذا طريقه بين الاسنن
الامامية .
وتأخد عملية الابدا ل فى حالات اخرى شكلا اخر ، حيث تقلب
حرف السين " شين" وسبب العلة فى هذا النوع انما يرجع الى تيار الهواء الذى
يمر فى تجويف ضيق بين اللسان وسقف الحلق فى حالة نطق حرف السينوهو الوضع
الطبيعى لاحداث هذا الصوت ، فينتشر تيار الهواء على جانبى الاسنان ، اما
لعدم قدرة الشخص على التحكم فى حركات لسانه او لسبب اخر من الاسباب التى
ترجع الى الناحية التشريحية فى تكوين هذا العضو .
ونجد فى حالات
كثيرة يرجع العيب الى نوع من "الطفيلية"حيث يواصل الطفل الكلام بهذه
الطريقة لاعتقاده بأن ذلك يجد استحسانا من الاخرين ويجعله محا اعجابهم او
يثير ضحكهم واعتقادهم بانه طفل خفيف الظل ...... وهنا يمكن ان نجد ان
البالغين انفسهم يقلدون كلام الطفل ولا يصححونه وبالتالى يعطونه مثالا سيئا
للتقليد .
ثالثا: الافازيا "او احتباس الكلام " Aphasia :-
كلمة
افازيا مصطلح يونانى الاصل مكون من مقطعين ، الاول هو ""Aويعنى عدم او خلو
, والثانىى هو Phasis ويعنى كلام وتصبح الكلمة معناها احتباس الكلام
والمصطلح يشير الى العيوب المتصلة بفقد القدرة على التعبير بالكلام اة
الكتابة او عدم القدرة على فهم معنى الكلمات المنطوق بها ، او ايجاد
الاسماء لبعض الاشياء او المرئيات او مراعاة القواعد النحوية التى تستعمل
فى الحديث او الكتابة .
تصنيف الافازيا :-
كان من نتائج
الابحاث التشريحية الدماغية التى قام بها عديد من العلماء مثل " بروكا "
و"فرانك " و" هنرى مد " وغيرهم ان هناك انواعا مختلفة من الافازيا وهى :-
1- افازيا حركيةMotor or verbal aphasia
2- افازيا حسية Sensory aphasia
3- افازيا نسيانية Amnestic aphasia
4- افازيا كلية Total aphadia
5- فقدان القدرة على التعبير بالكتابة Agraphia
***1- الافازيا الحركية :-
وتسمى
ايضا بافازيا بروكا نسبة الى الجراح الفرنسى "بولس بروكا " حيث وجد فى حد
مرضاه الذين يعانون احتباسا فى كلامهم خلا فى الجزء الخارجى من التلفيف
الجبهى الثالث بالمخ ، والقريب من مراكز الحركة لاعضاء الجهاز الكلامى ،
فقد وجد بروكا لدى مرضاه معاناة من الاحتباس فى كلامهم وعدم القدرة على
الكلام (الحركى ) وبصوت مسموع ، وكذلك عدم القدرة على القراءة بصوت مسموع
اة اعادة الكلمات المسموعة ،وذلك دون وجود ظاهرة كلامية اخرى وهذا النوع من
الاضطراب الابراكسيا Apraxia اى العجز عن الحركة ولهذا يطلق على هذه
الافازيا حركية .
وفى الحلات الشديدة من هذه الحبسة الكلامية ، يفقد
المصاب القدرة على التعبير ، لدرجة لا يتعدى محصوله اللغوى كلمة "نعم " او
"لا" وقد يكون حديثه مقصورا على لفظ واحد لا يغيره مهما تنوعت الاحاديث
الموجهة اليه ، وعلى الرغم من احتباس الكلام فى حالات الافازيا الحركية الا
ان المريض لا يشكو اضطرابا او عجزا فى قدرته على فهم مدلول الكلمات
المنطوقة او المكتوبة .
***2- الافازيا الحسية :-
وتسمى
بافازيا فيرنيك wernike الذى توصل من خلال ابحاثه التشريحية الى هذا
النوع من الافازيا , فقد توصل الى افتراض مركز سمعى كلامى يوجد فى الفص
الصدغى من الدماغ ,وان اى اصابة او تلف فى هذا الجزء من الدماغ يؤدى بدوره
الى تلف الخلايا العصبية التى تساعد على تكوين الصور السمعية للكلمات او
الاصوات وينتج عن ذلك ما يسمى بالصمم الكلامى Word deafness وهو شكل من
اشال الافازيا الحسية حيث تكون حاسة السمع سليمة ولكن الالفاظ تفقد معناها
لدى السامع .
وهناك نوع ثالث من الافازيا الحسية يعرف باسم "
البارافازيا" وهو يأخذ شكل استخدام كلمة فى غير موضعها او استعمال كلمه
غريبة لا معنى لها او لا صلة لها باللغة . ومثل هذه الحالات يكون الطفل قد
اكتسبها نتيجة لوجود اضطراب فى المراكز السمعية الكلامية منذ الصغر . حيث
يحدث خلل فى تكوين الصور السمعية للكلمات .
وهناك العمى اللفظى
الكسيا Alexia او word blindness ونجد ان المريض يستطيع قراءة الكلمات
المكتوبة او المطبوعة ، غير ان قراءته لها تكون غير مضبوطة ، بمعنى انه
يفهم ما يقرأ ، ولكنه يبدل الحروف عند التلفظ كأن يقول ..."تكب " بدلا من "
كتب " او "عمد " بدلا من "دمع "
وكذل هناك الايكولاليا اى ترديد
الالفاظظ فاذا ما سألنا الطفل ما اسمك ؟ فانه يجيب على السؤال بتكرار كلمات
السؤال نفسه فيقول " ما اسمك ......ما اسمك ...............ما اسمك ، دون
ان يذكر اسمه .
***3- الافازيا النسيانية :-
تسمى بحبسة
النسيان وعدم تذكر الاسماء , واهم عرض فى هذا الاضطراب عدم قدرة المريض على
تذكر اسماء الاشياء ، او المواقف او الصفات او العلاقات
...............ويضطر المريض الى التوقف عن الكلام ليجد الكلمات المناسبة
او الاستبدال كلمة اخرى ، وتأخذ استجابات المريض الكلامية عة اشكال وصور ،
ففى الحالات الخفيفة قد يعرف المريض اسماء بعض الاشياء الشائعة الاستعمال ،
ولكنه يعجز عن تسمية الاشياء الاقل شيوعا او الفة ، فاذا عرضنا على المريض
مجموعة من الاشياء المالوفة وطلبنا منها تسميتها فانه يشير الى
استعمالاتها عوضا عن اسمائها ، وهذا الاضطراب لا يشمل فقط الاشياء المرئية
فقط ، بل يشمل اسماء الاشياء المسموعة او الملموسة ونجد ان المريض بدلا من
تسمية الاشياء قد يدرك فقط وظيفة هذه الاشياء واستعمالاتها فقط .
***4- الافازيا الكلية :-
هذا
الشكل من الافازيا يعتبر من الحالات النادرة , بحيث نجد المصاب يعانى من
افازيا حركية , وحسية ونسيانية , مع عجز جزئى فى القدرة على الكتابة يصاحب
كل انماط الافازيا ، وهذا الشكل من الافازيا الكلية يحدث بسبب اصابة
الدماغ بجلطة دموية او الاصابة بنزيف دماغى او مخى ويترتب على ذلك شلل نصفى
فى الجزء الايمن من الجسم فى الشخص الايمن ، او فى الجزء الايسر من الجسم
فى الشخص الاعسر .
***5- الافازيا الكتابية :-
اى فقدان
القدرة على التعبير باكتابة وتكون هذه الظاهرة المرضية مصحوبة عادة بشلل
الذراع فى الذراع اليمنى ، اى انه بالغم من سلامة الذراع اليسرى ، فان
المصاب يصعب عليه ان يكتب بها ، وترجع العلة فى هذه الحالات الى وجود اصابة
او تلف فى مركز حركة اليدين الموجود فى التلفيف الجبهى الثانى بالدماغ ،
وفى بعض الحالات يكون المريض فاهما للكلمات المسمعة بشكل جيد وبامكانه
النطق بها ولكن اذا طلب منه كتابة هذه الكلمات فانه يكتبها بشكل خاطئء .
الافازيا لدى الطفل :-
يمكن
ان تكون الافازيا لدى الطفل وراثية او مكتسبة ، وهناك حالات من الاطفال لم
يكتسبوا اتخدام اللغة ودون معرفة سبب ذلك كما فى بعض حالات الافازيا
والصمم الكلامى , والافازيا الحركية او التعبيرية ، وهؤلاء الاطفال التى
ترجع الى عوامل وراثية نجدها لدى الطفل بعد عمر السادسة ، حيث نلاحظ التاخر
اللغوى لدى الطفل الا بعد عمر الخامسة حيث نجد التأخر الكلامى واضحا ،
وهذه حالات نادرة , ولكن نصادفها فى حالات ذهان الاطفال حيث نجد ان الكلام
لا يمثل لدى الطفل اى وسيلة اتصال مع الغير .
وأحيانا يصعب التمييز
بسهولة بين حالات الافازيا والبكم او الخرس وكذلك يجب ابعاد حالات البكم
الناتجة عن فقدان القدرة السمعية , وكذلك حالات الضعف العقلى لدى الاطفال ،
حيث يصاحب التأخر العقلى الشديد اضطراب لغوى وكلامى .
الجانب العلاجى :-
بداية
ليس هناك منهج ثابت يتبع فيه العلاج وذلك نظرا لعدم تشابه الحالات مع
بعضها البعض من حيث درجة الاصابة ونوعها ويتلخص علاج الافازيا الحركية فى
نقطة واحدة ، فهو يقوم على فكرة تعليم الطفل الكلام من جديد ، وهو ما يمكن
ان نسميه بالتهيل اللغوى او الكلامى ويكون الطفل هنا كأنه يتعلم اللغة من
جديد.
والعلاج الكلامى فى هذه الحالات ياخذ احدى طريقتين اما عن
طريق الجزء او عن طريق الكل ويرجع العلاج بالطريقة الكلية حيث انها اسرع
واثبت وكل ما يحتاجه اليه المصاب فى هذه الناحية ، وهو وضع الشئء امامه ،
ثم ننطق باسمه ، ونكرر النطق بالاسم مع الاشارة الى الشىء
..............وهكذا حتى يستطيع المصاب نتيجة للتكرار المستمر اى يعرف
الاصوات المنطوق بهل وربطها بمظهر الشىء الخارجى .
وبالاضافة الى ذلك
يمكن القيام باجراء نوع من التدريب للسان والشفاه والحلق ... وتأخذ
التمرينات أشكالا مختلفة ، اما داخل فجوة الفم او خارجها اما التمرينات
الخاصة بالحلق فتكون اكثر صعوبة من تمرينات الشفاه واللسان غير انه بالرغم
مما يحوط تلك التمرينات من صعوبات تتصل بموقع الحلق من الجهاز الكلامى نفسه
، ففى الامكان تمرين هذا العضو على العمل بطرق التثاؤب او نطق بعض المقاطع
الصوتية التى يستعملها الاخصائيون فى العيادات الكلامية ، والغرض من جميع
هذه التمرينات على اختلاف مستوياتها ، مساعدة المصاب على التحكم فى اعضاء
الجهاز الكلامى.
وهذا ويمكن ان تضاف الى كل ما سبق تمرينات خاصة
بالحروف المتحركة والساك