هل تشعرين برغبة في مراقبة خطوات زوجكِ وأماكن تواجده؟ وبالمقابل هل ترضين أن يتتبع زوجك خطواتكِ كلها؟
خصوصية
الأمر لم يعد بالمستحيل، فمع تطور التكنولوجيا، والكاميرات التي أصبحت رهن الإشارة كاد الأمر أن يكون أسهل من شرب الماء، فبعد اختراع شركة آبل لخواتم ذكية تمكن المتزوجين من تتبع ومعرفة مكان الشريك الآخر في أي وقت وأي مكان، للحد من “الخيانة” و”الغيرة”، ورغم أن الاختراع سيكون حلاً للبعض، إلا أنه قد يشكل جحيماً للبعض الآخر.
وعن الخاتم السحري تقول المذيعة إيمان الرجب: “أتوقع ألا يقبل الرجل مثل هذه الرقابة؛ لأنّ الرجال في مجتمعنا الشرقي دوماً لديهم حب التمتع بخصوصية أكثر من المرأة، فمن المستحيل أن يوافق أن تعرف زوجته مكان تواجده، أو أن يشعر بأنه مراقب، وربما بالنسبة للمرأة لن يكون ارتداء مثل هذا الخاتم مشكلة.
بالرغم من أنني أرى أنّ التقنية بكل أشكالها في حياتنا ألغت الخصوصية عند الجميع وليس فقط عند المتزوجين.
خاتم لزوجي
الفكرة راقت لسارة، الموظفة وبدأت تتخيل: “لن أفعل شيئاً سوى أن أهدي زوجي ذلك الخاتم في عيد ميلاده، وسأحلف عليه بكل الأشياء التي يحبها أن لا يخلعه من يده، وريثما يكتشف سر الخاتم سأكون اكتشفت إن كان يخونني أم لا، فإن كان بريئاً اعتذرت منه وبكيت قليلا أمامه إلى أن يرق قلبه، وإن كان خائناً فسأفرح إن كان الأمر أزعجه ولن يستطيع مواجهتي”.
خواتم لزوجتي وأبنائي
مخرج الأفلام القصيرة فهد الدوسري، رغم تأيده للفكرة، إلا أنه استدرك: “على الإنسان أن يحاول أن يثق بشريكه؛ لأنّ الحياة بدون ثقة بين الطرفين لن تستمر، والغيرة سوف تسبب مشاكل، وسيكون زواجاً فاشلاً”. أما حسام العبد، فوجد أن الخاتم سيكون أروع اختراع للأزواج، وستكون كل هداياه لزوجته خواتم من كل الأشكال، بحيث أنها لو فكرت في تغير إكسسواراتها لن تغيب عن ناظره.
ويتابع: “أنا أثق بها ولكني أخاف عليها من الناس، وبهذا سأكون دائماً متواجداً عند وقوع خطر، ولن أكتفي بمراقبة زوجتي، بل قد أهدي واحداً لأختي وكذلك لكل واحد من أبنائي، ولكن المشكلة أنه عندما يعرف الناس بسر الخاتم سيتخوفون من أي حلية، وأتمنى لو كنت أنا وحدي من يمتلك هذا الخاتم الرائع”.
شك وثقة
الأخصائي النفسي بمستشفى الحرس الوطني محمد البصيص، يقول بأن الشيء الذي قد يدفع بأي إنسان لمراقبة الشريك هو الشك وفقدان الثقة، وأي علاقة في الحياة لا يمكن أن تكون علاقة محبة ودائمة إلا بوجود الثقة. والمراقبة بكل أنوعها تعتبر زيادة في الأعباء على المراقب فهو دائما سيكون في حالة بحث وترقب ولا يشعر بالأمان.
وربما سيبدأ الطرف المراقب بتركيب قصص وهمية تماشي شكوكه ومبينة على مصادفات بحتة استقاها من مراقبته لشريك حياته لذا قد يدمر مثل هذا الخاتم الثقة متبادلة بين الطرفين.